قرية التراث في أبوظبي
لا تكتمل زيارة أبوظبي من دون المرور بقرية التراث الساحرة، التي تقع قبالة كورنيش أبوظبي، قرب كاسر الأمواج، وعلى مسافة قصيرة من مركز تسوق المارينا الضخم.
في قرية التراث، يأخذ الزوار لمحة عن نمط حياة البدو الذين كانوا يقطنون أبوظبي عندما يشاهدون مشاهد تجسد المخيمات الصحراوية التقليدية ومن بينها الخيام المصنوعة من شعر الماعز، وموقد النار مع دلات القهوة العربية. كما تعرض قرية التراث مشاهد لعملية استخراج الماء من الآبار القديمة ونظام الري، ومشاهد لبيوت من الطين، وقرى صيد السمك القديمة، والأسواق العتيقة (البازار).
ومن المثير للاهتمام أن قرية التراث تضم عدة ورشات تقلد الصناعات القديمة كصناعة الأدوات المعدنية، والأواني الفخارية، والحياكة، ويعطي الحرفيون العاملون فيها الزوار أحياناً فرصة لتجريب قدراتهم على ممارسة هذه المهارات. وهناك حانوت لبيع التوابل داخل قرية التراث، يقدم للزوار البهارات التي ترضي أذواقهم في الطبخ. وحانوت صغير للتذكارات يبيع مشغولات يدوية. وخلال الجولة في قرية التراث يمكن زيارة متحف صغير يعرض منتجات صناعية تراثية مثل أدوات الغوص، والمجوهرات، والأسلحة، ودلاء القهوة، بالإضافة إلى أشياء أخرى.
لا يوجد قيود على التصوير في قرية التراث، ولذلك يُنصح الزوار باصطحاب كاميراتهم لالتقاط الصور التذكارية مع الحرفيين المحليين الودودين في وسط المشاهد العريقة، كما يمكنهم التقاط صور مع جمل أو حصان.
قريــــة تقع بكاسر الامواج في العاصمة ابوظبي....تنقل زوارها الى الماضي العريق
تجسد حياة الماضي...بالمسكن والملبس والحياة اليومية
تحتوي هذه القرية على بيوت من السعف...وخيام ...وسوق شعبي والمتحف الذي يضم مقتنيات قديمة
تجسد حياة الماضي...بالمسكن والملبس والحياة اليومية
تحتوي هذه القرية على بيوت من السعف...وخيام ...وسوق شعبي والمتحف الذي يضم مقتنيات قديمة
هذه هي حقا حكاية فرادة مضمون وتنظيم القرية التراثية في أبوظبي، التي تبرز فيها جوانب الاختلاف المنسجم، المفعم بتنوع التفاصيل، متوزعة في امتداد مساحتها وفق ترتيب محكم، يعكسه ويؤكده منوال تشييدها متناهي الدقة الذي تتوضع معه على جزء كبير من منطقة كاسر الأمواج في المدينة، ما أكسبها طابع حيوية نوعية استمدت ألقها معها من قيمة وشهرة المنطقة.افتتحت القرية في العام 1996، بناء على توجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، ليستيقظ عبر أقسامها المتنوعة، مكنون ونبض تراث الإمارات، مجسدة بكل عناصرها، تاريخه وجميع ما يمكن أن يسام بمنح الزائر فكرة وافية وصورة واضحة عن عالم حياة ومعايشات الآباء والأجداد.
وذلك عبر مرور مصغر على صور واقعية حية، تعكس العادات والتقاليد التراثية بمختلف مكوناتها.إن خصوصية وموقع القرية، أهلاها لتكون من أكثر المناطق جاذبية في أبوظبي، إذ تستقبل عددا كبيرا من السياح والزوار يصل إلى ألف زائر يوميا، إلى جانب احتضانها للكثير من الفعاليات التي ينظمها نادي تراث الإمارات، على مدار العام. رواية الماضي يمتد القرية التراثية، على مساحة تزيد عن 1600 متر مربع. وتحكي بتوليفة عناصرها وبرامجها، حكاية الماضي من خلال التفاصيل التي عاشها أهل الإمارات قديما، في الفترة التي سبقت عصر النفط، وذلك عبر أركان تعكس طبيعة الحياة في الإمارات كما فرضتها جغرافية المكان وموجوداته.
ففيها ركن يحكي حكاية أهل البحر، وآخر يحكي حكاية أهل البر وطريقة استخدامهم لقنوات الماء العذب كوسيلة من وسائل الري القديمة، وبجانبهما يقع السوق الشعبي الذي يعرض في دكاكينه كل منتجات الحرف اليدوية المحلية، كالمنتجات الجلدية والزجاجية والنحاسية والخشبية، ومختلف الصناعات اليدوية التقليدية.ولكي تبرز أهمية الأركان التي تتألف منها القرية، قسمت إلى أقسام مختلفة، يسهل على الزائر الفصل بينها وتحديد الاختلاف الذي يميز كل ركن عن الآخر. والبداية من البيئة البرية، حيث تضم مجموعة مختلفة من أشكال البيوت التي كان يقطنها الناس في الماضي، مثل: «بيت العين» الذي يتألف من العريش ومرفقات أخرى للمنامة والطبخ، وكان هذا الشكل من البيوت يجذب إليه الناس صيفا في منطقة العين.أما «بيت اليواني» الذي يصنع من الخيش فخصص ليجتمع فيه الناس صيفا في منطقة البادية، والنماذج القديمة تتوالى من بيت الشعر المصنوع من صوف «اليعد» (الخروف) وشعر الماعز، إلى الحظيرة التي تتكون من فروع المرخ أو السبط أو الثمام أو الرمث. وكان الرجال في البادية يستخدمونها مقرا للضيافة . وأخيرا الطوي وهو بئر الماء الذي كان يجاور النزل.
ويجاور البيئة البرية، «بيت البحر»، وفيه حرص متقن، كما في بقية أركان القرية على إظهاره بعناصره التراثية، إذ كان «بيت البحر» هو المأوى الذي يقي أهل البحر من حر الشمس ويأتيهم بنسيم البحر، مهما كانت حرارة الطقس، وذلك كنتيجة لتصميمه الذي يحتوي على البراجيل المتمركزة فوق سطح البيت المغطى عادة ب«اليزايا» المصنوعة من سعف النخيل، فتلتقط نسائم الهواء وتدخلها إلى البيت بنظام تبريد طبيعي.
وفي الخيمة تحت البرجيل كان يجتمع أفراد الأسرة، بينما تلبي أركان البيت الأخرى حاجاتهم المختلفة، مثل النوم وغيره، أما في فصل الشتاء فكانت الخيمة الشتوية هي مأوى أهل البحر.
mesk_akleta3m ~